Project Description

ديرا (DIRA)

عوز مضاد مستقبل انترلوكين

تعني ديرا (DIRA) نقص في مضاد انترلوكين -1، متلازمة التهابية ذاتية وراثية متنحية نادرة.  يعاني الأطفال المصابون من التهاب شديد في الجلد والهيكل العظمي. يمكن أيضاً أن تتأثر أعضاء أخرى مثل الرئتين. وقد تؤدي عدم معالجة المرض إلى إعاقة شديدة أو حتى إلى الموت.

الأسباب

يعاني الأطفال من متلازمات ديرا ذاتية الالتهاب منذ الولادة بسبب خلل جيني. يُطلق على الجين المسؤول عن الخلل (IL1RN). يطلق هذ الجين بروتين مضاد للمستقبل (IL-1Ra)، الذي يلعب دوراً مهماً في الإنهاء الطبيعي للالتهاب. كما يعمل هذا البروتين (IL-1Ra) على تحييد تأثير بروتين آخر، وهو إنترلوكين-1 (IL-1)، وهو إشارة التهابية قوية في جسم الإنسان.  إذا كان الجين المسؤول (IL1RN) خاضع لطفرة فإنه لا يمكن أن يجعل IL-1Rα نشطاً. نتيجة لذلك، لم يعد يتم التحكم في المضاد المستقبل (IL-1) ويصاب المريض بالتهاب.

الوراثة

هذا المرض وراثي مثل أي مرض من الأمراض الوراثية الصبغية الجسدية المتنحية (مما يعني أنه غير مرتبط بنوع الجنس ولا يلزم أن تظهر أعراضه على أي من الوالدين). وهذا النوع من الانتقال يعني أن إصابة الشخص بعوز عوز مضاد مستقبل انترلوكين تستلزم وجود جينين متعرضين لطفرة جينية أحدهما من الأم والآخر من الأب، لذا يعتبر الأبوان حاملين لذلك الجين وليسا مريضين. وتبلغ نسبة خطر إنجاب الأبوين اللذين لديهما طفل مصاب بعوز مضاد مستقبل (DIRA) لطفل آخر مصاب أيضاً بنفس المرض 25%، وهناك إمكانية لتشخيص المرض قبل الولادة.

 

الأعراض

تتمثل الأعراض الأساسية لهذا المرض في التهاب الجلد والعظام، ويتميز التهاب الجلد بالحمرة والبثور والتقشر، وقد تُصيب هذه التغيرات جميع أجزاء الجسم. يأتي المرض الجلدي بشكل تلقائي ولكنه من الممكن أن يتفاقم بسبب إصابة موضعية؛ فعلى سبيل المثال، غالباً ما تتسبب الحقن الوريدية في الإصابة بالتهاب موضعي. كما يحصل في مناطق الاحتكاك الطبيعي مثل تحت الحفاضات أو تحت اللاصقات. يتميز التهاب العظام بوجود تورمات عظمية مؤلمة، حيث يتحول الجلد غالباً إلى اللون الأحمر ويكون دافئاً. يمكن أن تصاب جميع أنواع العظام، بما في ذلك الأطراف والضلوع والفقرات والجمجمة. عادة ما يكون السمحاق (الغشاء الذي يغطي العظم) حساس للغاية تجاه الألم. نتيجة لذلك، لذا غالباً ما يشعر الأطفال المصابون بالتهيج ويكونون في حالة يرثى لها، وقد يؤدي ذلك إلى سوء التغذية وضعف النمو. من الممكن أن تنهار الفقرات المصابة وتتلف الحبل الشوكي. كما يمكن أن تلتهب أظافر مرضى “ديرا” وقد تصبح فضفاضة وتتساقط.

التشخيص

يجب أولاً أن يكون هناك اشتباه في الإصابة بعوز مضاد مستقبل (DIRA) IL-1 بناءً على أعراض المرض الظاهرة على الطفل، ولا يمكن إثبات الإصابة بهذا المرض إلا بالتحليل الجيني. حيث يؤكَّد تشخيص الإصابة بالمرض في حالة حمل المريض لطفرتين جينيتين إحداهما من الأب والأخرى من الأم، ولكن قد لا يتوافر التحليل الجيني في جميع المستشفيات.

العلاج

لا يمكن السيطرة على متلازمة (DIRA) جيداً بالأدوية المضادة للالتهابات. يمكن أن تقلل الجرعات العالية من الكورتيكوستيرويدات الأعراض، ولكن على حساب العديد من الآثار الجانبية المضرّة بالجسم. عادة ما يلزم تناول المسكنات للسيطرة على آلام العظام حتى يسري مفعول العلاج بالأناكينرا. العقار أناكينرا (الاسم التجاري Kineret®) هو شكل من أشكال (IL-1RA) الذي يتم إنتاجه صناعياً وهو البروتين الذي يعوزه المرضى المصابون بمرض ديرا (DIRA). أثبتت الحقن اليومية من أناكينرا أنها العلاج الوحيد الفعال لـمتلازمة (DIRA) حتى الآن. وبهذه الطريقة يتم القضاء على النقص الطبيعي (IL-1Ra) والسيطرة على المرض. أن هذا العلاج يمنع الأعراض من العودة. يجب على المريض تناول هذا الدواء لبقية حياته. تختفي الأعراض مع أخذ الجرعات اليومية للدواء. لا يجوز تغيير الجرعة دون استشارة الطبيب، في حالة توقف المرضى عن تعاطي حقن الدواء، سيعود المرض إلى سابق عهده، ونظراً إلى أن هذا المرض قد يكون من الأمراض القاتلة، يجب تجنب فعل ذلك. أن عقار أناكينرا (Anakinra) مكلف للغاية. لذلك فهو غير متوفر في جميع البلدان.

يتسبب العقار أناكينرا بآثار جانبية. التأثير الجانبي الأكثر إزعاجاً هو التفاعل في موقع الحقن، والذي يمكن مقارنته بلسعة حشرة. يمكن أن يسبب ذلك الكثير من الألم، خاصة خلال الأسابيع الأولى من العلاج. في الأمراض الأخرى التي عولجت بـ أناكينرا، كانت هناك زيادة في العدوى. من غير المعروف (ومن غير المحتمل) أن يكون الحال كذلك في متلازمة ديرا.

هناك أطفال يعانون من زيادة الوزن عند إعطائهم عقار أناكينرا لعلاج أمراض أخرى. كما أنه ليس من الواضح هنا ما إذا كان هذا هو الحال أيضاً مع متلازمة ديرا. الفرق هو أنه في تلك الأمراض الأخرى يتم إعطاء فائض من بديل الجين (IL-1Ra) على شكل أناكينرا، بينما في متلازمة ديرا يتم تطبيع النقص في (IL-1RA) فقط. تم إعطاء أناكينرا للأطفال فقط منذ بداية القرن الحالي. لا أحد يعرف حتى الآن ما إذا كانت هناك آثار جانبية على المدى الطويل. من غير المعروف ما إذا كانت أناكينرا آمنة للحوامل وللطفل الذي لم يولد بعد.

الآفاق المستقبلية طويلة المدى

يُواجه الطفل والعائلة مشاكل كبيرة قبل تشخيص المرض. ولكن بعد التوصل للتشخيص الصحيح وإعطاء العلاج للطفل، يعيش كثير من الأطفال حياة شبه طبيعية. يمكنهم ببساطة المشاركة والاندماج الطبيعي في المجتمع من دون عائق، على سبيل المثال من خلال ممارسة الرياضة والألعاب. من المهم للغاية أن يظل الناس متابعين للعلاج الطبي طوال حياتهم، وإلا سيعود المرض بكامل شدته. يجب أن يتعامل بعض الأطفال مع تشوهات العظام التي تتعارض بشكل كبير مع ممارسة الأنشطة العادية، كما قد يعد الحقن اليومي عبئاً، وذلك ليس بسبب الانزعاج وعدم الراحة فحسب بل أيضاً بسبب أن متطلبات تخزين الآناكينارا قد تتعارض مع السفر.

كما قد تتمثل مشكلة أخرى في العبء النفسي الناتج عن المعالجة مدى الحياة، ويمكن لبرامج توعية الآباء والمرضى حل هذه المشكلة. يمكن للطفل المريض أيضاً أن يتلقى التطعيمات من دون مشكلة. لا توجد مشكلة مع معظم اللقاحات. لا يُسمح بالتلقيح بالفيروسات الحية (الحصبة، النكاف، الحصبة الألمانية، بوكر الماء) إلا بعد أمر صريح وإذن من أخصائي العلاج لذلك ناقش هذا دائماً مع الطبيب المختص.