الحمّى (ارتفاع حرارة الجسم)
كيف يتم التحكم في درجة حرارة الجسم؟
هناك نوع من منظم الحرارة في الدماغ يعمل في الواقع بطريقة مشابهة لعمل منظم الحرارة في المنزل. في العادة، يتم ضبط هذا المنظّم على درجة حرارة 37 مئوية. إذا انخفضت درجة حرارة الجسم عن 37 مئوية، يحاول الجسم رفع درجة الحرارة وإعادتها الى المعدل السابق (سيتم تشغيل التدفئة). يُصاب الأنسان بالقشعريرة والرعشة ويزداد الاحتراق حتى يتم الوصول إلى درجة الحرارة المناسبة مرة أخرى. إذا أصبح جسمك دافئاً جداً، على سبيل المثال عندما تكون في الخارج في الطقس الحار أو أثناء ممارسة الرياضة، فسيحدث العكس وسوف تتعرق وستتفتح الأوعية الدموية لتفقد أكبر قدر ممكن من الحرارة.
متى نتحدث عن الحمى؟
في القرن التاسع عشر، أجريت دراسة تم فيها قياس درجات الحرارة لدى 25000 شخص سليم خلال فترة زمنية معينة. على سبيل المثال، نعلم أن درجة حرارة الجسم تتغير أثناء النهار، وعادةً ما تكون قراءة درجة حرارة أعلى في المساء عنها في الصباح، كما أن متوسط درجة الحرارة يختلف من شخص لآخر، ويعتمد أيضاً على اليوم الذي تم فيه قياس درجة الحرارة خلال الشهر.
تتراوح درجة الحرارة العادية بين 37 و38 درجة مئوية.
عندما تتراوح درجة الحرارة بين 38 و38.5 مئوية نسمي ذلك درجة حرارة الحمّى الخفيفة.
يعتبر الجسم مصاباً بالحمى عندما تزيد درجة الحرارة عن 38.5 مئوية (تقاس عن طريق المستقيم)
الحمى الدورية = أكثر من 3 نوبات حمّى خلال 6 أشهر
ما لا يقل عن 7 أيام بينها يتعافى خلالها المريض
لماذا نصاب بالحمى؟
الحمى هي استجابة الجسم الطبيعية للعدوى و/أو تلف الأنسجة. عندما يصادف الجهاز المناعي بكتيريا أو فيروس (أو خلية تالفة)، تبدأ خلايا الجهاز المناعي بفرز بروتينات التهابية (السيتوكينات). تضمن هذه السيتوكينات إنتاج البروستاجلاندين. يتولى البروستاجلاندين ضبط منظم الحرارة في الرأس على درجة حرارة أعلى. بذلك، سيحاول الجسم الآن الوصول إلى درجة الحرارة هذه أيضاً (سيتم تشغيل التدفئة). لهذا السبب غالباً ما يصاب المرء بالبرد والرعشة عند الإصابة بالحمى. عندما يتحسن الجسم، ينخفض منظم الحرارة مرة أخرى ويحاول الجسم أن يبرد مرة أخرى، من بين أشياء أخرى، عن طريق التعرق. (يتم إيقاف التدفئة مرة أخرى لفترة من الزمن).
وظيفة الحمّى
يتسبب الجسم عمداً في ارتفاع درجة الحرارة عند الإصابة بالعدوى.
تبطيء الحمى نمو الفيروسات وعدد من الأنواع البكتيرية، وتحفز الخلايا المناعية. بالإضافة إلى ذلك، يضمن تسريع معدل ضربات القلب والتنفس ضخ المزيد من الأكسجين والمواد المغذية الأخرى والخلايا المناعية. بهذه الطريقة يمكن السيطرة على العدوى بشكل أفضل. لذلك ليس من الضروري دائماً معالجة الحمى بنفسك (على سبيل المثال باستخدام الباراسيتامول أو الديكلوفيناك). من المهم للغاية معرفة مصدر الحمى وعلاج سبب الحمى إذا لزم الأمر.
على المدى الطويل، يمكن أن يكون للحمى آثار ضارة. تؤدي الحمى إلى إجهاد الجهاز العصبي، مما قد يؤدي إلى انخفاض قوة الوعي أو الهذيان أو نوبات الحمى عند الأطفال. بالإضافة إلى أن الحمى تكلف الجسم الكثير من الطاقة.
بعض الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، مثل الأطفال حديثي الولادة أو الأطفال المصابين باضطراب في المناعة. إذا أصيب هؤلاء الأطفال بالحمى، فينبغي زيارة الطبيب أو المستشفى بأسرع وقت ممكن.