Project Description
التهاب مفاصل الأطفال الجهازي مجهول السبب (sJIA) /
داء ستيل عند البالغين (AOSD)
ما هو sJIA / AOSD؟
التهاب مفاصل الأطفال مجهول السبب (JIA) هو مرض مزمن من أعراضه وجود التهاب مستدام في المفاصل، والأعراض المحددة المصاحبة لالتهاب المفاصل هي الألم والتورم وتقيد الحركة. وهو “مجهول السبب” لأننا لا نعرف مصدره ونعني “بالأطفال” هنا أن بداية ظهور الأعراض في العادة قبل بلوغ سن 16 سنة. يُقصد بلفظ الجهازي أن الالتهاب قد يمتد إلى مختلف أعضاء الجسم، إضافة إلى التهاب المفاصل.
عندما تظهر أعراض المرض لدى البالغين، يُطلق على المرض اسم مرض ستيل (AOSD).
نبذة موجزة عن المرض
التهاب مفاصل الأطفال مجهول السبب وداء ستيل الذي يصيب البالغين من الأمراض الالتهابية الذاتية. يعني ذلك، أن الجهاز المناعي الفطري ينتج الالتهاب من تلقاء نفسه. يتميز المرض بارتفاع في درجة الحرارة وطفح جلدي بلون السلمون الوردي والتهاب المفاصل. بالإضافة إلى ذلك، عادة ما يكون هناك تضخم في الكبد والطحال، وتورم ومضض في العقد الليمفاوية الموجودة بالرقبة، والتهاب الحلق. معظم المرضى يعانون من حالات مرضية شديدة ولديهم مستويات عالية من الالتهابات في الدم. لا يزال السبب الدقيق وراء المتلازمات غير معروف. يتكون العلاج من الأدوية المضادة للالتهابات مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية البريدنيزون، وفي الآونة الأخيرة بدأ استخدام الأدوية البيولوجية مثل مضادات الإنترلوكين-1 ومضاد الإنترلوكين- 6.
أصل التسمية؟
وصف طبيب الأطفال الإنجليزي جورج ستيل أولاً المرض الذي يتضمن أعراض تجمع التهاب المفاصل طويل الأمد، وتورم الغدد الليمفاوية، وتضخم الطحال والتهاب المصل (مثلاً؛ التهاب الصفاق، التامور، الرئة أو غشاء الجنب). في الأطفال، يشار إلى المرض الآن باسم التهاب مفاصل الأطفال مجهول السبب الجهازي. نستخدم مصطلح “داء ستيل” عند البالغين.
يحدث التهاب مفاصل الأطفال مجهول السبب الجهازي في حوالي 1 لكل 100000 طفل. يمكن أن تحدث الحالة في جميع الأعمار، ولكنها أكثر شيوعاً نسبياً عند الأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة والذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عاماً. يمتاز المرض بأنه شائع عند الذكور كما هو عند الإناث. نادراً ما تظهر الحالة عند البالغين (0.16 – 0.4 لكل 100.000 بالغ) وتبلغ ذروتها بين سن 35-45. في البالغين، يبدو أن المرض أكثر شيوعاً عند النساء.
الأعراض
الأعراض الرئيسية للمرض هي ارتفاع درجة الحرارة التي تصل ذروتها في المساء (تصل إلى> 38.5 درجة مئوية)، وتكون درجة الحرارة طبيعية في الصباح أو حتى أدنى من الحرارة الطبيعية، إضافة إلى التهاب مفصل أو أكثر. يمكن أن يكون التهاب المفاصل موجوداً في بداية المرض، ولكنه يحدث أحياناً لاحقاً في الدورة المرضية ويمكن أيضاً أن ينتقل الالتهاب من مفصل إلى آخر. بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما يحدث اعتلال العقد اللمفية (تضخم الغدد الليمفاوية)، وتضخم الكبد أو الطحال، والتهاب المصل (التهاب، على سبيل المثال، الصفاق، التامور، الرئة أو غشاء الجنب) وطفح جلدي. غالباً ما يكون الطفح الجلدي ملوناً بلون سمك السلمون ويتزامن مع الحمى ويختفي عندما تنخفض الحمى. يمكن أن يظهر الطفح الجلدي أيضاً مع التأثر العاطفي أو أثناء الاستحمام. بالإضافة إلى ذلك، تم وصف الأعراض العامة مثل التهاب الحلق والتعب والتهيج وفقدان الوزن بسبب انخفاض الشهية وزيادة استهلاك الطاقة. في بعض المرضى، يسود التهاب المفاصل على باقي الأعراض، بينما يعاني المرضى الآخرون من التهاب المفاصل بشكل أقل ولكن تزداد الالتهابات في باقي أجزاء الجسم.
كيف يعمل جهاز المناعة لدينا؟
يساعد الجهاز المناعي على توفير الحماية من مسببات الأمراض المحتملة: من دون الجهاز المناعي، تسبب العدوى موت الأنسان في وقت قصير. ينقسم جهاز المناعة تقريباً إلى قسمين: الدفاعات الفطرية والمكتسبة.
الدفاع الفطري
يمكن لخلايا الدم البيضاء في الجهاز المناعي الفطري الاستجابة لإشارات الخطر التي تظهر في الدم. مثال على إشارة الخطر هذه هو عديد السكاريد الدهني (LPS)، وهي مادة توجد في جدار الخلية لجميع أنواع البكتريا. يعمل نظام التعرّف على الأنماط بسرعة، ولكنه لا يستهدف بكتيريا محددة. عندما “تواجه” خلايا الدم البيضاء عديدات السكاريد الدهنية (LPS)، فإنها تصنع جميع أنواع المواد الالتهابية، بما في ذلك الإنترلوكين-1. ثم ينشّط الانترلوكين-1 خلايا الدم البيضاء الأخرى، مما يتسبب في حدوث استجابة التهابية. يتسبب الإنترلوكين-1 أيضاً في حدوث تفاعل في نظام درجة الحرارة في الدماغ من خلال الارتباط بمستقبلاته، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة. أمثلة على أنواع خلايا الدم البيضاء التي تلعب دوراً في الدفاع الفطري هي الخلايا الوحيدة والخلايا المحببة للعدلات. في الأمراض الالتهابية الذاتية، يكون الدفاع الفطري مفرط النشاط.
الدفاعات المكتسبة
يتفاعل الجهاز المناعي المكتسب بشكل عام بشكل أبطأ قليلاً من الدفاع الفطري، ولكن نظراً لكونه ينتج أجسام مضادة معينة في نهاية المطاف أيضاً، يعد هذا التفاعل أكثر تحديداً وأطول أجلاً. يعتبر التطعيم خير مثال على كيفية عمل الجهاز المناعي المكتسب: نظراً لأن جسمك يصنع أجسام مضادة معينة بعد التطعيم، فأن جسمك سيكون محميّاً من هذه الأمراض لفترة طويلة. أنواع خلايا الدم البيضاء التي تلعب دوراً في الجهاز المناعي المكتسب هي الخلايا التائية والخلايا البائية. يلعب الجهاز المناعي المكتسب دوراً مهماً في أمراض المناعة الذاتية مثل الروماتيزم. على سبيل المثال، يحدث تفاعل معين للخلايا التائية ضد بروتينات الجسم أو الأجسام المضادة ضد أجزاء معينة من الجسم.
ما الذي يسبب التهاب مفاصل الأطفال مجهول السبب الجهازي / داء ستيل لدى البالغين AOSD؟
تم تصنيف التهاب مفاصل الأطفال مجهول السبب الجهازي سابقاً ضمن مجموعة اضطرابات المناعة الذاتية، ولكنه يقع الآن ضمن مجموعة اضطرابات الالتهاب الذاتي. لم يتم التعرف على الآلية المرضية للمرض بشكل كامل، لكنه أصبح أكثر وضوحاً في السنوات الأخيرة. الفكرة من البحث العلمي هي أن التهاب مفاصل الأطفال الجهازي مجهول السبب (sJIA) يرتبط بالجهاز المناعي الفطري غير المتحكم فيه، حيث يتم إفراز الكثير من البروتينات الالتهابية. يؤدي هذا الخلل في الجهاز المناعي إلى استجابة التهابية في الجسم مع عدم وجود دليل واضح على الإصابة. يختلف عدم انتظام الجهاز المناعي عن حالة المناعة الذاتية.
التشخيص
يتم التشخيص بناءً على الصورة الكاملة للحالة المرضية، وبالتالي السرد الكامل للأعراض والفحص البدني، وكذلك اختبارات الدم. لا يوجد اختبار محدد للكشف عن التهاب مفاصل الأطفال مجهول السبب الجهازي، ولذلك غالباً ما يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتم التشخيص بشكل نهائي. إذا كانت الأعراض أقل وضوحاً، فقد يكون من الضروري في بعض الأحيان إجراء اختبارات إضافية لاستبعاد الأسباب الأخرى للحمى.
العلاج
يتركز العلاج في تثبيط الجهاز المناعي غير المنتظم. غالباً ما يتم البدء في استخدام العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs)، مثل ديكلوفيناك أو إندوميثاسين. يستجيب ما يصل إلى 10٪ من المرضى لهذا العلاج مع اختفاء الحمى وتحسن تدريجي في عوامل الالتهاب والتهاب المفاصل. ومع ذلك، يحتاج معظم المرضى إلى مزيد من العلاج. بدلاً من الكورتيكوستيرويدات (مثل بريدنيزولون)، غالباً ما يتم اختيار المواد البيولوجية مثل ” أناكينرا” (Anakinra) مضاد مستقبل الانترلوكين-1 قصير المفعول، وعقار توسيليزوماب (Tocilizumab) المضاد لمستقبل الإنترلوكين -6 بشكل مباشر. يبدو أن مفعول العقار أناكينرا يكون جيداً خاصة عندما يتم استخدامه بسرعة. يتدخل البيولوجيون عند نقطة أكثر تحديدًا في جهاز المناعة المعطل. يمتلك بريدنيزولون آلية عمل أوسع، وبالتالي يغلق جزءاً أكبر من جهاز المناعة، وهو أمر
غير مرغوب فيه دائماً. بالإضافة إلى ذلك، فإن بريدنيزولون له آثار جانبية أكثر مقارنة بالمواد البيولوجية، أيضاً على المدى الطويل.
المسار المستقبلي للمرض
من الصعب التنبؤ بمسار المرض لكل مريض. خلال الفترة التي لم يتم فيها بعد إعطاء أدوية بيولوجية للمرضى، كان هناك العديد من الشكاوى لدى المرضى، أو تكررت هذه الشكاوى عند تقليل أو إيقاف الدواء بريدنيزون. ولكن في الوقت الحالي، نرى مجموعة كبيرة من المرضى الذين يستجيبون جيداً للعلاجات البيولوجية، وفي بعض المرضى، يمكن إيقاف العلاجات البيولوجية تماماً بعد بضعة أشهر. وقد تم بحث هذه الفعالية جيداً بشكل خاص عند الأطفال وبدرجة أقل في المرضى البالغين. لسوء الحظ، لا يزال هناك عدد من الأطفال المرضى يصعب عليهم السيطرة على المرض بشكل جيد وأحياناً يلزم إعطاء أدوية متعددة وأحياناً بريدنيزون. يمكن أن يستعيد المرض نشاطه أيضاً بعد فترة طويلة من الهدوء (الراحة).
المضاعفات:
من المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تحدث مع التهاب مفاصل الأطفال مجهول السبب الجهازية متلازمة تنشيط البلاعم (MAS)، ومن ثم يحصل تكاثر سريع وتنشيط غير مضبوطين للخلايا الضامة والخلايا اللمفاوية التائية مما يصعب معه السيطرة عليها. نتيجة لذلك، يتم إفراز العديد من السيتوكينات (البروتينات الالتهابية)، مما يؤدي أيضاً إلى مزيد من التفاعلات ذات العواقب الوخيمة. تأكل الخلايا البلعمية خلايا الدم الجديدة في نخاع العظام، مما يسبب نقصاً في خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية. يمكن أن يتسبب ذلك في ارتفاع درجة الحرارة وفقر الدم وزيادة التعرض للعدوى ومشاكل التخثر. كما يؤثر ذلك على فعالية عمل الكبد بشكل صحيح، مما قد يسبب مشاكل خطيرة في التخثر، من بين أمور أخرى.
العامل الوراثي:
يتفق المجتمع العلمي على أن هذا المرض هو نتيجة لاجتماع عوامل تهيئة وراثية مع التعرض لعوامل بيئية (العدوى على الأرجح). مع ذلك، حتى في حالة وجود استعداد وراثي، فمن النادر جداً أن تجد طفلين مصابين بهذا المرض في عائلة واحدة.